(علي جمعة) .. تأصيل شرعي للتحرش بالنساء .. داعشية الأنظمة صورة طبق الأصل عن دواعش البغدادي
نيسان ـ نشر في 2015/08/16 الساعة 00:00
لقمان إسكندر
ما زلت حائرا أمام الثقافة التي تسمح لمراهقي وشباب مصر التحرش بأعراضهم من نسائهم حتى لم تعد المرأة في شوارعهم تأمن على نفسها من الاعتداء عليها، وعلى مرأى من الناس كلهم.
عرضت علينا نحن العرب الكثير من التسجيلات والأخبار عن حالات يتحرش فيها شبان بفتاة أو أكثر، وذلك على الهواء مباشرة. كان الأمر وما زال صدمة ليس لأنه يحصل بل لان العامة في شوارع مصر يجعلونه يحصل ثم لا يفعلون أمامه شيئا.
كان بين يدي سؤالان ما زالا يحيراني حتى سمعت مفتي الانقلاب العسكري علي جمعة.
السؤالان هما:
- كيف يجرؤ المتحرشون على ارتكاب جريمتهم هذه من دون أن يوقفهم أحد وهم يرتكبونها في أماكن عامة تزدحم بالرجال والنساء.
- ألا يوجد بين المتحرشين واحد فقط يرفض هذا الفعل الإجرامي ليدافع عن مسكينة وقعت هذا الموقع؟
قبل الخوض في التفاصيل توقفت أمام حكاية المتحرشين على مسألة ليست بعيدة عن عملية (التحرش) نفسها وهي (الهوية الوطنية الجامعة).
للمستغربين كيف أقحمت هذا في ذاك أقول: يتغني الجميع بالوطن، فماذا نعني حين نقول انه شخص وطني؟ ماذا يحضرنا ونحن نقول "وطن".
الغريب أننا في الثقافة العامة حولنا مفهوم (الوطن) الى (إله) يرانا ولا نراه، بينما الوطن هو الناس والمجتمع بكل تفاصيله، بعاداته وتقاليده ورجاله ونسائه.. الوطن ليس حالة هلامية لا يمكن جسّها.
لنرجع الى قصة المتحرشين.
علي جمعة قال التالي: (تخلي المرأة عن حجابها يسقط حرمة النظر إليها) هو كلام في غاية الخطورة لكن الأخطر منه شرحه لما سبق: (الحجاب هو أنه من حق المرأة أن تتحجب، واذا تحجبت فمن حقها ألا تنظر إليها إلا بإذنها، وفي حال خلعت حجابها فقد أسقطت حقها في عدم النظر إليها).
تعلمون ماذا يعني هذا (التأصيل الشرعي) السريالي الخارج عن كل منطق؟ انه يعني في حال مضينا فيه حتى نهايته انه يحق للرجل أن يغتصب امرأة في حال لم يخف لباسها مفاتنها جميعها.
بالتأكيد أن من لا تستر ما أمر الله عز وجل به أن تستره فقد ارتكبت خطأ، لكن من قال إن الإسلام أحل للمسلم أن يسرق المال المسروق مثلا؟ أو أن يقتل القاتل من دون أن يكون ولي الدم ثم تسمح له الدولة بذلك.
هذا بالضبط المنطق ذاته الذي تستند عليه داعش في ارتكابها كل ما ترتكبه من جرائم. حتى وصل الأمر بها الى منتهى اشد واخطر وهو تفجير المساجد على رؤوس الساجدين الركع.
نحن مجتمع يحتلنا منطق داعشي سواء كنا سلطة أو علمانيين أو يساريين أو إسلاميين .. جميعنا دواعش بشكل من الإشكال. وبالتأكيد هناك استثاءات مهمة لكن منطق داعشية السلطة لا تسمح لها بالتمدد أو البقاء.
نيسان ـ نشر في 2015/08/16 الساعة 00:00